
انتقدت الحكومة الألمانية حول مزاعم تقليصها المساعدات لأوكرانيا إلى أربعة مليار يورو في ميزانية السنة المقبلة، مقارنة بثمانية مليار يورو في السنة الحالية. وجاءت هذه الانتقادات على نطاق واسع محليا، داخليا وخارجيا أيضا. أولا من المعارضة المسيحية الديمقراطية وحتى من داخل الائتلاف الحاكم الاشتراكي. مايكل روث، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البوندستاغ، وصف القرار بالإشارة القاتلة لأوكرانيا.
من جهته ، السفير الأوكراني في برلين أليكس ماك كييف اعتبر أن أمن أوروبا مرهون بقدرة ألمانيا وإرادتها على الاضطلاع بدور قيادي في دعم أوكرانيا، معربا عن أمله بأن يتدارك البوندستاغ موضوع المساعدات لبلاده.
آدم جابيرا: بماذا ترد الحكومة الألمانية على الانتقادات لقرارها الذي يمكن أن يؤثر نوعيا على حجم الدعم الأوروبي لأوكرانيا؟
الرد كان في رسالة وجهها وزير المالية كريستيان ليندنر، وهو ينتمي للحزب الحر الديمقراطي، لزميله الاشتراكي وزير الدفاع بوريس بيستوريوس ووزيرة الخارجية المنتمية لحزب الخضر أنالينا بيربوك، إذ أشار إلى إمكانية تقديم الدعم لأوكرانيا مستقبلا من فوائد أصول الدولة الروسية المجمدة وفق قرار مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
من جهته، المتحدث باسم الحكومة الألمانية أكد أن المستشار أولاف شولتس، ملتزم باستمرار الدعم المالي والعسكري لأوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا، موضحا أن التقارير التي تتحدث عن تقليص الميزانية غير دقيقة.
وهذه التصريحات تأتي في وقت تظهر فيه خلافات بين أحزاب الائتلاف الحاكم في برلين، والأكيد أن حسمها سيكون في مداولات البوندستاغ عندما يعرض مشروع موازنة سنة 2025.
آدم جابيرا: كان لافتا إعلان الرئيس فرانك فالتر شتاينمياير عن رفضه تقليص المساعدات المالية والعسكرية لأوكرانيا، فهل يؤشر ذلك إلى ضغوط أوروبية وغربية على برلين؟
بالفعل، أعلن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن ألمانيا ستظل داعما رئيسيا لأوكرانيا ورفض تقليص المساعدات المالية والعسكرية، منوها بأن ألمانيا ستظل أكبر داعم أوروبي لأوكرانيا. والمستشار أولاف شولتس كان قد استخدم نفس العبارة في منشور له على منصة “إكس” .
والواضح أن الإشارات المتباينة في برلين تؤشر إلى ضغوطات وتفسيرات مختلفة لقرار مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، وكذلك للمساعي التي يقوم بها الحلفاء الغربيون لأوكرانيا منذ أشهر، لإقرار ألية تسمح باستخدام جزء من الأصول الروسية المجمدة والتي تبلغ قيمتها حوالي 3 مليار دولار لتقديمها لكييف في حربها ضد روسيا من برلين.